آيات عن الرفق بالحيوان

خلق الله -عز وجل- الحيوانات وجعل لها حقوقاً عديدة، وحثّ النّاس على الرفق بها والإحسان إليها، وحذّر من تعذيبها والإساءة إليها، ومن الآيات القرآنية الكريمة التي يُستنبط منها الحثّ على الرفق بالحيوان ما يأتي:


الآية الأولى

قال الله -تعالى-: (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى* كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى)، [طه:53-54] وفي قوله -تعالى-: "وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ" دلالة صريحة على الاهتمام بالحيوانات والرفق بها.


الآية الثانية

قال -تعالى-: (وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا* أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا* وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا* مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ)، [النازعات:30-33] وفي هذه الآية القرآنية الكريمة إشارةٌ إلى وجوب الاهتمام بالحيوانات وإعطائها حقّها، فقد سخّر الخالق -سبحانه- هذه الأرض التي بسطها وما أوجد فيها من الجبال والنباتات للإنسان، وهي مسخّرة كذلك لنفع الحيوان.


الآية الثالثة

قال -تعالى-: (وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)، [البقرة:195] فقد أمر الله -سبحانه- بالإحسان مطلقاً، ويشمل ذلك الإحسان إلى الحيوان والرفق به.


الآية الرابعة

قال -تعالى-: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ)، [الأنعام:38] وقول الله -تعالى-: "إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ" يعني: "إلا خلقٌ أمثالكم"،[١] فالحيوانات أيضاً أممٌ كما أنّ بني البشر أمم، وهذا إن دلّ على شيءٍ فهو يدلّ على أهمّية رعاية الحيوان، والتحذير من المساس به بسوء، لأنّ الإنسان محاسبٌ على ذلك أمام الله -تعالى-.


رفق النبي سليمان عليه السلام بالنمل

من الآيات القرآنية الكريمة التي بيّنت رفق النبي سليمان -عليه السلام- بالنّمل قول الله -سبحانه-: (حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ* فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ). [النمل:18-19]


آيات عن أهمية الحيوانات في الحياة

دلّت العديد من الآيات القرآنية الكريمة على مكانة الحيوان وأهمّيته في الحياة، فقد سخّر الله -سبحانه- العديد منها لخدمة الإنسان ومنفعته، فعلى المرء أن يشكر الله -تعالى- على هذه النّعمة ويؤدّي حقّها، ومن الآيات القرآنية الكريمة التي تتحدّث عن أهمية هذه المخلوقات:


  • (وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ* وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ* وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ* وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ). [النحل:1-8]
  • (أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ* وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ). [النحل:79-80]
  • (كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ). [الحج:36]
  • (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ* وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ* وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلَا يَشْكُرُونَ). [يس:71-73]

المراجع

  1. ابن جرير الطبري، تفسير الطبري جامع البيان، صفحة 345، جزء 11. بتصرّف.