آيات الرقية للشفاء العاجل

لا يشتهي المريض أثناء مرضه شيئاً أعظم من نِعمة الشفاء والصّحة والعافية، والمرض من الابتلاءات التي تُصيب جميع النّاس، وما على المؤمن إلا أن يلجأ إلى الله -تعالى- محتسباً أجره عنده، وموقناً بأنّ الشفاء بيده وحده وقتما شاء وكيفما شاء -سبحانه-، قال -تعالى-: (وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ). [الشعراء:80]


وإنّ خير ما يستعين به المسلم على شفائه من أمراضه هو اللجوء إلى الله بصدقٍ وإخلاص، والاستشفاء بكلامه الذي أنزله شفاءً ورحمة، واستحضار نيّة شفائه من مرضه أثناء ذلك، بالإضافة إلى الأخذ بأسباب العلاج والتداوي كما أمر الله -سبحانه-، ونذكر أبرز آيات الرقية النافعة في الشفاء من الأمراض بإذن الله فيما يأتي:

  • (الم* ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ* الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ* وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ* أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ). [البقرة:1-5]
  • (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ). [البقرة:255]
  • (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ* لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) [البقرة:285-286]
  • (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ* تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ). [آل عمران:26-27]
  • (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ* وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ). [الأنعام:17-18]
  • (فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ). [يوسف:64]
  • (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ). [الأنبياء:83]
  • (وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ* وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ). [القلم:51-52]
  • (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ* وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ* الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ* وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ* فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا* إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا* فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ* وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَب). [الشرح:1-8]
  • (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ* اللَّهُ الصَّمَدُ* لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ* وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ). [الإخلاص:1-4]
  • (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ* مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ* وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ* وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ* وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ). [الفلق:1-5]
  • (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ* مَلِكِ النَّاسِ* إِلَهِ النَّاسِ* مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ* الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ* مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاس). [الناس:1-6]


ومن آداب الدعاء واللّجوء إلى الله -تعالى- أن لا يستعجل المرء إجابة الدعاء، ولا ييأس ويستبطئ الإجابة في الوقت ذاته، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (يُسْتَجابُ لأحَدِكُمْ ما لَمْ يَعْجَلْ، يقولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي)،[١] فعلى المؤمن أن يُحسن الظنّ بالله -تعالى-، ويوقن بالإجابة وبحكمة الله -تعالى- في كيفية ذلك كلّه، ويعلم أنّه مأجورٌ على دعائه.[٢]


آيات الشفاء في القرآن

في القرآن الكريم ستُّ آياتٍ كريمات ورد فيها لفظ الشفاء ومشتقّاته، ويوصي أهل العلم المريض بقراءة هذه الآيات رجاء أن يشفيه الله -تعالى- من مرضه، مع أهمية إخلاص النية واليقين بقدرة الله -تعالى- على الشفاء، وهذه الآيات هي:[٣]

  • (قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ). [التوبة:14]
  • (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ). [يونس:57]
  • (ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ). [النحل:69]
  • (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا). [الإسراء:82]
  • (وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ* وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ). [الشعراء:79-80]
  • (وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ). [فصّلت:44]


فضل سورة الفاتحة للشفاء

إنّ لسورة الفاتحة فضلاً عظيماً في شفاء المسلم من مرضه بإذن الله، فقد ثبت في السنّة نفعها في الرقية والعلاج، والواقع المجرّب يثبت ذلك بفضل الله،[٤] وقد أطلق أهل العلم على هذه السورة اسم سورة الشفاء والشافية،[٥] ويدلّ على مشروعية الرقية بها قول النبيّ -صلى الله عليه وسلم- لأبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- بعد أن رَقى بها الرجل الذي لُدِغ: (... وَما يُدْرِيكَ أنَّهَا رُقْيَةٌ؟ ثُمَّ قالَ: قدْ أَصَبْتُمْ ...).[٦]


ويُمكن التداوي بسورة الفاتحة من خلال عدّة طرق ثبت بالتجربة نفعها بإذن الله، مع أهمية اليقين بأنّ الشفاء بيد الله -تعالى-، وهذه الرقية سببٌ من أسباب الشفاء فقط، ومن هذه الطرق:[٧]

  • قراءتها في الكفّين مرة أو عدّة مرات، ثمّ النفث على اليد ومسح مكان الألم بها.
  • قراءتها على ماء ثمّ شربه، أو شرب جزءٍ منه والاغتسال بالجزء الآخر في مكانٍ طاهر.
  • قراءتها على عسل ثمّ تناوله والأكل منه.

المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:6340، صحيح.
  2. عبد الرزاق البدر، فقه الأدعية والأذكار، صفحة 145، جزء 2. بتصرّف.
  3. الدكتور نوح علي سلمان، "ما هي آيات الشفاء في القرآن الكريم"، دائرة الإفتاء الأردنية، اطّلع عليه بتاريخ 13/2/2023. بتصرّف.
  4. ابن عثيمين، مجموع فتاوى ورسائل العثيمين، صفحة 159، جزء 14. بتصرّف.
  5. الفيروزآبادي، ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز، صفحة 128، جزء 1. بتصرّف.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:2276، صحيح.
  7. "أرقي نفسي بقراءة سورة الفاتحة، فهل أستمر أم أتوقف؟"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 13/2/2023. بتصرّف.