آيات قرآنية عن الخيانة

تناولت العديد من الآيات القرآنية الحديث عن الخيانة وذمّها، والتحذير منها؛ وبعض صورها، ونبيّن ذلك بالتفصيل الآتي:


خيانة الله وسوله

نهت العديد من الآيات الكريمة عن تضييع حقّ الله -تعالى- وحقّ رسوله الكريم، في تعاهد الأوامر والنواهي؛ واجتناب موالاة أعدائهما، وهضم حقوق العباد؛ فيكون ذلك من باب الخيانة التي توجب الإثم، والنبذ، الذم؛ ومن الآيات التي تحدّثت عن هذا النوع من الخيانة ما يأتي:

  • (إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ ۚ وَلَا تَكُن لِّلْخَائِنِينَ خَصِيمًا). [ النساء: 105]
  • ( وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا* يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَىٰ مِنَ الْقَوْلِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا). [النساء: 107-108]
  • (فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ ۙ وَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ۚ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ خَائِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ). [المائدة: 13]
  • (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ). [الأنفال: 27]
  • (وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَاءٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ). [الأنفال: 58]
  • (وَإِن يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِن قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ). [الأنفال: 71]


خيانة النفس

عبّر القرآن الكريم عن ترك الالتزام بما أمره الله -تعالى-، وإتيان ما نهى عنه بالخيانة؛ فقال -تعالى-: (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ ۚ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ ۗ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ...). [البقرة: 187]


حيث كان الصيام في بداية فرضيته ينهى عن الطعام والشراب، ومعاشرة الزوجة ليلاً بعد العشاء؛ فوقع الصحابة في المشقة، وصعب عليهم هذا الأمر؛ فاشتكوا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ذلك فنزلت هذه الآية الكريمة، ترفع عنهم الحرج، وتُبيح لهم الطعام والشراب والجماع إلى قبيل الفجر.[١]


الخيانة الزوجية

أشارت بعض الآيات الكريمة إلى ما كان من الخيانة الزوجيّة؛ التي وقعت بها امرأة العزيز، حين سوّلت لها نفسها التخطيط والتدبير لهذا الأمر؛ لتوقع به نبي الله يوسف -عليه السلام-، كما جاء الحديث عن خيانة امرأة نبيين كريمين، هما امرأة نوح وامرأة لوط -عليهما السلام-؛ إلا أنّ خيانتهما اختلفت عن خيانة امرأة العزيز، فلم تكن خيانة الفراش؛ وإنّما كانت خيانة للدعوة والإيمان؛[٢] وندلل على ذلك بالآيات الآتية:

  • (وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ* وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ). [يوسف: 23-24]
  • (قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِّنَ الصَّاغِرِينَ). [يوسف: 32]
  • (قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ* ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ). [يوسف: 51-52]
  • (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ۖ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ). [التحريم: 10]


آيات أخرى

  • (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ). [الحج: 38]
  • (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ). [غافر: 19]

المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، موسوعة التفسير المأثور، صفحة 391، جزء 3. بتصرّف.
  2. مجموعة من المؤلفين، موسوعة محاسن الإسلام ورد شبهات اللئام، صفحة 491، جزء 6. بتصرّف.