آيات عن البحر في القرآن الكريم

إن البحر آية من آيات الله العظيمة في هذا الكون، فخلق البحار دليل على عظمة خالقها -سبحانه- ووحدانيته، كما يدل على نعم الله العظيمة على الإنسان، ففيه المنافع والخيرات الكثيرة التي سخّرت للإنسان، وفي البحر أسرار ودلالات دالة على علم الله الواسع وعظمته ورحمته، منها ما عُلم، ومنها ما لم يُعلم بعد، وقد ورد البحر في القرآن الكريم في مواضع عديدة بدلالات مختلفة وسياقات متنوعة، فذُكر على أنه جند من جنود الله يمتثل أوامره، وذُكر على أنه وسيلة للعقاب والإغراق، فيعادي الأعداء الكافرين، ويوالي وينصر المؤمنين الأولياء، وذكر أنه فيه المنافع والفوائد العظيمة للإنسان، فمنافعه لا تقل عن منافع البرّ، وضُرب به المثل للدلالة على سعة علم الله، وغير ذلك، وآتياً بيان أبرز الآيات التي تحدثت عن البحر:


البحر جند من جنود الله ووسيلة لوقوع العذاب

إن البحر من جنود الله، يطيعه ويمتثله فيما أمر، وقد جعل الله -تعالى- البحر عقاباً للأقوام الكافرة السابقة، كما جعل الرياح والصواعق، والخسف، والزلازل والبراكين عقاباً، حيث قال -تعالى-: (فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ). [سورة العنكبوت، آية: 40]


فأغرق الله -تعالى- قوم نوح -عليه السلام- نتيجة كفرهم، فقال: (فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلَائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا)، [سورة يونس، آية: 73] وقد أمر الله -تعالى- البحر لإغراق فرعون ومن معه، وإنجاء موسى ومن معه من المؤمنين، فقال -تعالى-:

  • (وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ). [سورة البقرة، آية: 50]
  • (كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ ۙ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَذَّبُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ ۚ وَكُلٌّ كَانُوا ظَالِمِينَ). [سورة الأنفال، آية: 52]
  • (وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِين* آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ). [سورة يونس، آية: 90-91]
  • (فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ* قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ* فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ). [سورة الشعراء، آية: 61-63]
  • (وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى* فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ). [سورة طه، آية: 77-78]


وكذلك قد يكون البحر هائجاً ثائراً، فيه من المخاطر والمهالك من أمواجٍ وأهوالٍ وعواصف، في اضطرابٍ وهيجان، يدل على غضب الله وقدرته وجبروته، قال -تعالى-:

  • (حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ ۙ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ). [سورة يونس، آية: 22]
  • (وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا). [سورة الإسراء، آية: 67]
  • (وَإِذَا غَشِيَهُم مَّوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ ۚ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ). [سورة لقمان، آية: 32]


البحر فيه منافع للناس

جاءت الآيات الكريمة في القرآن مبيّنة أن الله سخر البحر لعباده، ففيه المنافع والخير الكثير الذي يستفيد منه الناس، كما يستخرج منه الحلي واللآلئ والثروات، فقال -تعالى-:

  • (اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون). [سورة الجاثية، آية: 12]
  • (وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ). [سورة النحل، آية: 14]
  • (رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا). [سورة الإسراء، آية: 66]
  • (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ* بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ* فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ* يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ). [سورة الرحمن، آية: 19-22]
  • (وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ ۖ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا ۖ وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ). [سورة فاطر، آية: 12]
  • (أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ ۖ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ). [سورة المائدة، آية: 96]


ضرب المثل بسعة البحر

ضرب الله -تعالى- المثل بالبحر، فعلى الرغم من سعة البحر وعمقه، الذي لا يستطيع العقل البشري إدراكه والإحاطة به، إلا أنه يبقى قاصراً على الإحاطة بكلمات الله وعلمه، ولو كان البحر مداداً وحبراً لكتابة كلمات الله لنفد البحر، ولن تنفد كلمات الله، وكذا لو كان جميع الشجر الذي في البرّ أقلاماً والبحر لها حبراً، لنفد البحر وتكسّرت الأقلام، ولم تنفد كلمات الله، وهذا دليل على عظم علم الله وسعته، فقال -تعالى-:

  • (قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا). [سورة الكهف، آية: 109]
  • (وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ). [سورة لقمان، آية: 27]



مواضيع أخرى:

آيات عن دلائل قدرة الله

آيات قرآنية عن الماء