آية قرآنية عن القطط
ضمنت العديد من آيات القرآن الكريم ذكراً لأسماء عدد من الحيوانات ضمن سياقات مختلفة؛ ولم يأتِ ذكر القطط على وجه التحديد من بينها؛ فالقرآن الكريم ليس كتاباً جامعاً لأسماء الحيوانات والمخلوقات، لذا لم يكن غياب ذكر القطط دلالة على أمر سلبيّ؛ فقد جاء ذكر الخنزير -وهو من أقذر المخلوقات- في القرآن الكريم، وذكر الضباع والسباع؛ والكلاب، وغيرها من الحيوانات؛ وذلك في سياق ذكر المحرمات من الأطعمة، وبيان العديد من أحكامها الفقهيّة، وإيراد بعض تفاصيل القصص القرآنيّ، ونحو ذلك من المقاصد.
ومن الجدير بالذكر أنّ لفظ "القطّ" ورد في القرآن الكريم بصيغة الجمع في قوله -تعالى-: (وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّل لَّنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ)؛[١] ولكنّها لم ترد بالمعنى المتبادر إلى الذهن؛ وهي حيوان القطّ؛ إنّما جاءت بمعنى الكتاب،[٢] أو الحظّ والنصيب؛ فيكون معنى الآية الكريمة استهزاء المشركين والكافرين من حقيقة البعث والحساب يوم القيامة؛ فطلبوا من الله -تعالى- أن يعجل لهم نصيبهم من العذاب في الدنيا، كدلالة على صدق النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ الذي يُنذرهم ويحذّرهم من يوم الحساب.[٣]
آيات قرآنية عن الدواب
يمكن تضمين الآيات القرآنية التي جاء فيها ذكر الدّواب في معرض الحديث عن القطط؛ على اعتبار أنّ الدواب تشمل كل ما دبّ على الأرض من الحيوان، وكل ما يمشي على قوائمه الأربعة؛[٤] فتكون القطط من بينها؛ وبيان ذلك على النحو الآتي:
تشبيه الكفار بالدواب
شبّه الله -تعالى- الكافرين المكذبين من الناس بالدّواب التي لا تعقل أو تسمع أو تفهم؛ لاستحبابهم العمى على الضلال، والكفر على الإيمان؛ ومن هذه الآيات:
- (إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ). [الأنفال: 22]
- (إنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ). [الأنفال: 55]
الدواب مخلوقات الله تعالى
بيّن الله -سبحانه- في عدد من آيات القرآن الكريم أنّ الدّواب كسائر مخلوقاته؛ التي تتكاثر وتعيش على هذه الأرض، وهي أمم كالبشر باختلاف ألوانها، وأشكالها، وطرائق عيشها، وعبادتها وتوحيدها لله -تعالى-؛ ويمكن التدليل بالآيات القرآنية الآتية:
- (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ). [البقرة: 164]
- (وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم...). [الأنعام: 38]
- (وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا ۚ كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ). [هود: 6]
- (إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم ۚ مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ۚ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ). [هود: 56]
- (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِن دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ). [النحل: 49]
- (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَابَّةٍ وَلَـٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى...). [النحل: 61]
- (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ...). [الحج: 18]
- (وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِّن مَّاءٍ ۖ فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَىٰ بَطْنِهِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَىٰ رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَىٰ أَرْبَعٍ ۚ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ). [النور: 45]
- (وَكَأَيِّن مِّن دَابَّةٍ لَّا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ). [العنكبوت: 60]
- (خلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ۖ وَأَلْقَىٰ فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ...). [لقمان: 10]
- (وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَٰلِكَ ۗ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ). [فاطر: 28]
- (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ ۚ وَهُوَ عَلَىٰ جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ). [الشورى: 29]
- (وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِن دَابَّةٍ آيَاتٌ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ). [الجاثية: 4]
المراجع
- ↑ سورة ص، آية:16
- ↑ الكتاني، محمد المنتصر، تفسير المنتصر الكتاني، صفحة 4، جزء 248. بتصرّف.
- ↑ عبد الرحمن السعدي، تفسير السعدي تيسير الكريم الرحمن، صفحة 711. بتصرّف.
- ↑ محمد رواس قلعجي، معجم لغة الفقهاء، صفحة 205. بتصرّف.